اقدم لكم قصتى الاولى قصة كفاح امي والتى يحكيها لنا الامير نفسة منذ صغرة الى ان تولى المارة ومابعدها ....
جلس الامير جاد بين احفاده يحكى لهم حياته وكيف اصبح اميرا فتعالو معى لنرا ماذا سيقص علينا الامير جاد
كانت الاجواء هادئه ... الطرقات خاليه من المارة ... نسمات الهواء تداعب خدى ... انظر متعجبا اين كل الناس اين الجميع الى اين ذهبوا ... لم اجد جوابا لى سوى احد الناس ياتينى من بعيد سالته ... اين الجميع ... فقال لى عند النهر ... ولما الجميع عند النهر هذا ما اثار فضولى ... كنت فى الرابعة عشر من عمرى ...انطلقت ناحية النهر مسرعا لارى لماذا الجميع هناك .. وانا على مقربة من النهر سمعت صوت النساء تزغرد وال فتيات تغنى انه حفل زفاف ابن الامير ..ولان كل المدينه كانت تحب الامير وولده الفتى المهذب جاء الكل من كل حدب وصوب ليهنئ الامير والذى كان بين الناس واحدا منهم ... كان كل يوم يخرج فى الصباح الى المدينه يمشى فى طرقاتها ويجول حقولها ويجلس مع المزارعين ليشكوا له همومهم واحزانهم ... تزوج ابن الامير وعم الفرح المدينه ...
وفى احدى الايام اخذنى والدى والذى كان يعمل لدى قصر الامير حاجبا خاصا للامير اخذنى يوما معه الى القصر الجميل وذهبت معه وكنت فى الخامسة عشر من عمرى .. اى بعد زواج ابن الامير بسنه كامله ... وفى احدى المرات القليله التى يكون فيها الامير بالقصر مر ووجدنى العب بسيف قديم صغير ... فوقف هنيه صغير ليرانى ثم صعد الى غرفته فى الصابق العلوى وخرجت انا الى ساحة القصر اشاهد مبارايت المبارزة بين الفرسان الاقوياء ... ولانى كنت احب فنون القتال والمبارزة كنت مسرورا جدا حتى ان بعضهم دعانى الى المبارزة وصرت اصول واجول ولكن لفارق خبرته عنى غلبنى وفجأة صاح والدى ...
" جاد"
نظرت مسرعا نعم والدى
احضر حالا فالامير يريدك
ذهبت اهرول الى ابى واحدث نفسى " ياهل ترى فى اى شئ سوف يريدنى الامير وهل يعرفنى من اكون " ذهبت مع والدى وانا لا اعلم الى اين المنتهى ... اخذنا ندخل من ابواب عملاقه وكلما اقتربت المسافه ذادت نبضات قلبى خوفا كانها صخرة تهوى من اعلى جبل .. ثم دخلنا عليه .. فاخذ ينظر الى فى نظرة غاضبه وانا لا اعلم لماذا ..
قال ابى ...
هاك ولدى جاد يا مولاى الامير وانت طلبت حضورة
رد الامير فى صرخة شديده اعبتنى الى حد ان يغشى على لولا ان تمالكت نفسى
اعلم
فقلت فى احترام للامير " لبيك مولاى الامير "
فقال لى :
- الا تخاف منى
- انا لا اخاف سوى ربى الذى خلقنى
- الا تعلم ان بمقدورى ان اقتلك ؟
- نعم اعلم ولكن اذا قتلتنى فهذا هو منتهى عمرى ولكن لتعلم انه سياتى من يقتلك من بعدى لانك تقتلنى بدون ذنب .
- مارايك فى ...؟
- حاكم عادل فى ارض الله ... تخاف الله فيهابك الناس ... تعطى فيغنيك الله ... تدافع عن حقنا وعرضنا فيثبتك الله
- جاد بنى ... لقد رايتك وانت تبارز الفرسان من شرفتى انت رجل قوى عظيم ومثلى يخشى من مثلك فلا ارى بدا من ان اقتلك
- مولاى الملك اذ لما ترى بدا من ان تقتلنى لانى اذنبت فقل لى ماذنبى وانا لا ابالى وان كان قتلك لى خوفا منى فانا لا اخذ حقا ليس حقى .
قال الامير فى ابتسامه جميله اظهرت مرة اخرى وجهه الطيب البشوش انت حقا رجلا كاملا ياجاد .. ثم نادى على فارس من الفرسا وقال له خذه وقم بتدريبه وتعليمه ..
وتمر السنين ومات الامير الطيب وتولى ابنه مقاليد الحكم وكان مثل ابيه عطوفا كريما محبوبا بين الناس انشق عنه وزراء ابيه وقتلوا ولده وزوجته حتى لا يكون له وريث من بعده ثم قتلوه فى وسط احدى شوارع المدينة امام الناس وتسلمو الحكم والامارة وعاثو فى الارض فسادا ولانى كنت احب الامير وولدة وادافع عنهم حتى بعد مماتهم اخرجونى من الجيش ... ورجعت الى امى والتى كانت تعيش وحدها بعد وفاة والدى ....
فى احدى الليالى وانا جالس مع والدتى فى فجأة يقرع الباب بصوت كانة ملهوف طرت الى الباب لافتحه ... ثم فتحت الباب ......